جلس عجوز حكيم على ضفة نهر ، وراح يتأمل في الجمال المحيط به ويتمتم بكلمات فلمح قط قد وقع في الماء، وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق ؟!
فقرر الرجل أن ينقذه، فمدّ له يده فهاجمه القط و جرح يده. فسحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم، و لكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه، فهاجمه القط مرة اخرى .. و سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم. وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة.
و على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث. فصرخ الرجل: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ..
وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟! لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ..
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب، ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني .. من طبع القط أن يهاجم و يجرح ومن طبعي أن أُحب واعطف، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي.